كتاب جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب (اسم الجزء: 2)

إذا لم يكن في الورى صاحب ... وفيه ثلاث خصال حميدة
وفاءٌ وسرٌ وحفظ الولا=فصحبته قط ليست مفيدة
عليك بكتم السر في كل حالة ... فقد جاء في الأخبار من ألف حجّة
إذا دخل اثنان الحديث فسرّه ... يشيع وصمت المرء أعظم حكمة

الباب العشرون في اللسان
لا يعجبنك من خطيب خطيبة ... حتى يكون مع الكلام أصيلا
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا
يصاب الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل
فعثرته في القول تذهب رأسه ... وعثرته بالرّجل تبرأ على مهل
احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك أنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الشجعان
الصمت زين والسكوت سلامة ... فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً
فإذا ندمت على سكوتك مرة ... فلتندمن على الكلام مرارا
إن القليل من الكلام بأهله ... حسنٌ وإن كثيره ممقوت
ما زل ذو صمت وما من مكثر ... ألا يزلّ ما يعاب صموت
إن كان ينطق ناطق من فضة ... فالصمت درّ زانه الياقوت
احفظ لسانك واستعذ من شره ... إن اللسان هو العدو الكاشح
وزن الكلام إذا نطقت بمجلسٍ ... فإذا استوى هناك حلمك راجح
والصمت من سعد السعود بمطلع ... تحيا به والنطق سعدٌ رابح
عود لسانك قول الخير تنج به ... في زلّة اللفظ أو من زلة القدم
واحذر لسانك من خل تنادمه ... إن النديم لمشتق من الندم

الباب الحادي عشر في المعاشرة
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا

الصفحة 484