كتاب فتوح الشام (اسم الجزء: 2)

قال أن كبير هؤلاء القوم يريد صلحكم ويطلق اسيركم ويدفع ما تريدون وترجعون فقال: ما نرجع إلا على انفصال وأما الاسير فإذا لم تطلقوه طوعا أطلقتموه كرها قال أنت أمير هؤلاء قال: نعم قال أن رايت أن تؤخر القتال بقية يومنا هذا وليلتنا فافعل لندبر ما بيننا وبينكم ويبرد وجع هذا البطريق ونجيبكم إلى ما تريدون قال له: أجبناكم إلى ذلك فرجع الشيخ إلى قومه وقال البطريق قد أجابوا ووضعت الحرب أوزارها ونزل خالد والمسلمون بازائهم في أماكنهم وأضرم الروم النيران وزادوا فيها وحملوا أثقالهم وساروا من أول الليل فلما كان الغد ركب المسلمون فلم يجدوا للروم أثرا فعلموا أنهم قد ولوا الأدبار فتأسف خالد على ما فاته فأراد أن يتبعهم فمنعه ميسرة وقال له: أنها بلادهم وهي وعرة وإن الصواب رجوعنا إلى عسكر المسلمين قال فأخذوا ما تركه الروم ورجعوا منصورين ولكنهم حزينون على أسر عبد الله بن حذافة السهمي وساروا حتى أتوا حلب فلقيهم أبو عبيدة وفرح بسلامتهم وأقبل ميسرة يحدثه بما جرى لهم وكيف أسر عبد الله بن حذافة فتأسف عليه وقال: اللهم اجعل له من أمره فرجا ومخرجا وكتب إلى عمر بن الخطاب يخبره بما وقع له من أمر السرية إلى الدروب وما كان من المسلمين وأخبره بأسر عبد الله بن حذافة وبعث الكتاب.
كتاب عمر
فلما وصل إلى عمر بن الخطاب فرح بسلامة المسلمين واغتم على عبد الله بن حذافة واسره لانه كان يحبه حبا شديدا فقال: وعيش رسول الله لاكتبن إلى هرقل بأن يرسل عبد الله بن حذافة فإن لم يفعل والا سرت إليه بالجيوش والعساكر ثم إنه كتب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وصلى الله على نبيه محمد المؤيد من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أما بعد فإذا وصل اليك كتابي هذا فابعث الي بالاسير الذي عندك وهو عبد الله بن حذافة فإن فعلت ذلك رجوت لك الهداية وإن أبيت بعثت اليك رجالا وأي رجال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله والسلام على من أتبع الهدى وخشى عواقب الروى ثم إنه طوى الكتاب وبعث به إلى أبي عبيدة وأمره أن ينفذه إلى هرقل فلما وصل الكتاب إلى هرقل قال له: من أين كتابك هذا قال من أمير المؤمنين أمير العرب فقرأه فإذا هو من عند عمر بن الخطاب قال فدعا بعبد الله بن حذافة إليه قال عبد الله بن حذافة فدخلت عليه والتاج على رأسه والبطارقة حوله فلما وقفت بين يديه قال لي: من أنت.
قلت رجل من المسلمين من قريش قال أنت من بيت نبيك قلت لا أنا من بني عمه قال هل لك أن تتبع ديننا وأزوجك أبنة بطريق من بطارقتي وأجعلك من

الصفحة 12