كتاب فتوح الشام (اسم الجزء: 2)

الليلة ولما أصبح صلى وسار معه بقية الأمراء من المهاجرين والانصار الاخيار رضي الله عنهم.
قال الراوي: وسار الزبير رضي الله عنه بمن معه حتى أشرف على البهنسا فكبر وكبر معه المسلمون وأنشد يقول:
أتيناكم على خيل عتاق. ... شبيه الريح يوم الاستباق.
عليها كل صنديد همام. ... شديد البأس يوم الحرب راقي.
نذل حماتكم بالسمر لما. ... نجول بها مع البيض الرقاق.
ونقتل كل ملعون وباغ. ... على الإسلام من أهل النفاق.
ونحن حماة الدين الله حقا. ... نقر بأن رب العرش باقي.
وإن محمدا خير البرايا. ... رسول الله للعلياء راقي.
قال: وأشرفت الروم على أبواب المدينة ينظرون إليهم فما لبثوا غير قليل حتى أشرف عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عمرو رضي الله عنه وكبر وكبرت المسلمون قال ثم أنشد يقول:
أنا الفارس المشهور للحرب في الوغى. ... أذل بسيفي كل باغ ومعتدي.
وأحمل في الابطال حملة من له. ... إلى الغاية القصوى أعاظم مقصدى.
أنا ابن أبي بكر الذي شاع ذكره. ... خليفة خير المرسلين محمد.
فياويل من عالى حسامي رأسه. ... ويا ويل من عاجلته بمهند.
قال الراوي: ثم أشرف من بعده عبد الله بن عمر وكبر وكبرت المسلمون لتكبيره ثم أنشد يقول:
أتينا على خيل عتاق وضمر. ... بكل يمان ذي حداد وأسمر.
بكف شجاع باع الله نفسه. ... يرى الموت في الهيجاء أفخر مفخر.
نذلكم بالسيف في الحرب والقنا. ... ونقتل منكم كل باغ ومفترى.
قال الراوي: ولم يزل كل أمير ينزل بجماعته حتى تكاملوا وتأخر الأمير خالد وبقية الأمراء الذي معه ولما بات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحوا قال ضرار بن الازور والأمراء للأمير غانم أظنكم أنتم المحاصرون وأعداؤكم في أكل وشرب فما هذا القعود ثم رجعوا للأبواب وضرار ينشد ويقول:
سأضرب في العلوج بكل عضب. ... شديد الباس ذي حد صقيل.

الصفحة 273