كتاب فتوح الشام (اسم الجزء: 2)

وهو الجامع الاول قبل بناء حسن بن صالح هذا الجامع الان وبقية الاخشاب والحجارة جعلوا منها مساجد وربطا.
قال الواقدي: حدثنا عبد الحميد عن قيس بن مهران عن أبي جعدة قال بمدينة البهنسا أربعون رباطا ومن المساجد ما لا يعد وأخربت الصحابة تلك المعالم وبنوا دورا لأنفسهم واختطوا بها أماكن وشوارع وأقام خالد ومن معه بمدينة البهنسا يصلحون المساجد والربط ويخرجون المعالم شهرا كاملا ثم أخرج الخمس وأرسله لعمرو بن العاص ومن معه من المسلمين وهو نازل بمصر على قدر سهامهم وقال له: أرسل الخمس مع أبي نعيم الانصاري والفضل بن فضالة وأبي دجانة إلى عمر بن الخطاب وهو بالمدينة فلما ورد الكتاب على عمرو بن العاص فرح بذلك فرحا شديدا ثم كتب عمرو لعمر كتابا مع أبي نعيم صحبة كتاب خالد وسير معه ثلاثين صحابيا حتى دخل المدينة ودخل على عمر بن الخطاب فوجد عنده جماعة وقد أخرج لهم قصعا ومناسف من ثريد فلما رآنا عانقنا وتهلل وجهه فرحا وجلسنا كلنا نأكل وهو قائم على رؤوسنا متكى على عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا من الاكل ناولته الكتابين فقرأهما وفرح فرحا شديدا ونادى في الناس الصلاة جامعة فخطب وحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم الكتابين واستدعى بالصحابة وقسم عليهم الغنيمة ولم يترك لاهله درهما ولا دينارا ولا ثوبا رضي الله عنه وأخذني ومضى إلى بيته بيت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأدخلني إليه فإذا فيه فراش من أدم حشوه ليف ووسائد من صوف وقطيفة واحدة فجلست فقال لأم كلثوم: هل عندك شيء من التمر قالت لا إلا اللبن الحامض قال ذلك لي وإن عندنا ضيفا فحضرت بعكة من سمن وقليل من عسل وفطير مع جارية فأكلت قليلا من المذكور وأخرجت الباقي لاصحابي وشرعت أحدثه عن البطليوس وهو تارة يبكي وتارة يضحك من فعله ويبكي على من قتل من المسلمين والأمراء وخرجنا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وجاءت الناس يهرعون ويسألون عن أهإليهم منا فأخبرنا عمر مات ومن قتل فضج الناس وأهل المدينة بالبكاء وعلت الاصوات على من قتل وجاء الناس لعلي ولعقيل ولبني هاشم يعزونهم فيمن قتل وأقمنا بالمدينة سبعة أيام ورجعنا إلى مصر بكتاب عمر إلى خالد فأمره بالمسير إلى الصعيد.
قال الراوي: هذا ما جرى لهؤلاء وأما خالد رضي الله عنه فإنه بعد شهر ترك أناسا من الصحابة بأرض البهنسا من جميع القبائل وخرج بألفي فارس إلى أرض الصعيد وكانت القبائل من بني هاشم وبني المطلب وبني مخزوم وبني زهرة وبني نزار وبني جهينة وبني مزينة وبني غفار والاوس والخزرج ومذحج وفهر وطي وخزاعة وكان الأمير

الصفحة 289