فاسلم وأسلم من الأسرى أناس وابى منهم أناس وبقوا على دينهم وقرروا عليهم الجزية ودخل المسلمون في المراكب إلى تنيس وبنوا موضع الكنيسة جامعا وبنوا في جميع الجزائر جوامع وأخرج ابو ثوب الخمس من ماله وأموال قومه وبعثوه إلى عمرو بن العاص مع أموال من قتل وإن هلال بن أوس نزل على التل الأحمر بظاهر تنيس واقر أهل الجزائر في أماكنهم فقالوا: أيها الأمير قد أمنتنا من جانبك وبقي علينا الخوف من جانب آخر قال هلال من أين قالوا: من أصحاب القلعة المسماة الفرماء قال: وأين هي قالوا: على جانب بحيرة تنيس مما يلي شرقها وفهم أقوام وعليهم الصامت ابن مرة من آل مرداس فلما سمع هلال بن أوس ذلك مضى اليها وبجميع من معه فلما وصلوا اليها اشرف عليهم الصامت بن مرة وأمر أصحابه أن يرموهم وكان بها ألف رجل وغالبهم رماة النبل فرموا عن قوس واحد ألف سهم فسمعتها العرب من الفرماء فأقام عليها هلال بن أوس عشرين يوما فلم يقدر عليها فبعث إلى عمرو يعلمه بما وقع ويستنجده فارسل إليه المقداد ابن الأسود الكندي في خمسمائة من عسكر الإسلام وأرسل معه ثلاثة آلاف ممن أسلم من القبط.
ذكر فتوح الفرماء والبقارة والقصر المشيد.
قال فلما نزل المقداد على الفرماء تأهب أهلها للقتال فنزل بالصامت بن مرة ما نزل به فعلم أنه بيد القوم لأنه ليس له ناصر ولا معين فصالح المقداد على أن يؤدي لهم اربعة آلاف مثقال من الذهب وأربعمائة ناقة وألف رأس من الغنم وإن يمهلوه إلى تمام السنة فإن شاء دان إلى الإسلام والا ارتحل بأمانه فأجابه المقداد إلى ذلك وارتحل المقداد وهلال بن أوس ونزلوا على البقارة وكان عليها بن الأشرف فاسلم هو ومن معه ومضوا إلى القصر المشيد ففتحوه صلحا ثم ارتحلوا ونزلوا على الوردة وكان اسمها الواردة فسلمها أهلها وارتحلوا إلى العريش فصالحهم أهلها وكذلك أهل رفح وبيدا ومياس ونخلة وعسقلان.
قال ابن اسحق: حدثني يوسف بن عبد الأعلى قراءة عليه بجامع الرملة سنة مائتين وعشرين من الهجرة قال: حدثني موسى بن عامر عن رفاعة عن جده عبد العزيز بن سالم عن أبي يعلي العبدي عن طاهر المطوعي عن أبي طالب الفشاري عن وهبان بن بشر بن هزان قال سمعت الشرح كله من محمد بن عمر الواقدي وهو يؤمئذ قاضي بغداد في الجانب الغربي.
ذكر فتوح ديار بكر وأرض ربيعة.
حدثنا عدنان بن يحيى الخرثي عن معمر الجوني ومن طريق آخر عن ابن عمير.