كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 2)
كتاب الزكاة الأول
تحصيل مشكلات هذا الكتاب، وجملتها تسع عشرة مسألة.
المسألة الأولى في اشتقاق الزكاة
وهو تطهير النفس من داء البخل، وشكر لمالك الكل.
وأصل الزكاة: النماء والزيادة؛ يقال: زكى الشيء يزكو إذا نما بذاته وكثر كالزرع، والمال ونحوه أو لحاله، وفضائله، وكالإنسان في صلاحه وفضله، فسميت صدقة المال زكاة بذلك، وقيل: سميت بذلك؛ لأنها تبارك في المال الذي أخرجت منه وتنميه؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما نقص مال من صدقة" (¬1).
وقيل: سميت بذلك؛ لأنها تزكو عند الله [وتنمو] (¬2) وتضاعف لصاحبها؛ كما جاء في الحديث: "حتى تكون أكبر من الجبل" (¬3).
وقيل: لأن صاحبها يزكو بأدائها، كما قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2335)، وأحمد (18060)، والطبراني في الكبير (22/ 341) حديث (855) والخطيب في الجامع (811) من حديث أبي كبشة الأنماري.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه العلامة الألباني.
(¬2) سقط من أ.
(¬3) أخرجه البخاري (1344) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
(¬4) سورة التوبة الآية (103).