كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 2)
أسرتهم نائمون، فالمذهب على قولين:
أحدهما: أنهم يغسلون ويصلى عليهم.
وهو قول ابن القاسم في "العتبية" (¬1) إذا لم يكن هناك معركة ولا ملاقاة.
والثاني: أنهم شهداء وحكمهم حكم من مات في المعركة، وهو قول ابن وهب (¬2) [وأصبغ] (¬3).
والقولان قائمان من "المدونة" (¬4) من قوله: ولا يصلى إلا على الشهيد المقتول في المعترك؛ فمفهومه أن المقتول في غير المعركة لا يصلى عليه، وقال في آخر الباب: وكل من قتله العدو بأي قتلة -كانت في معركة أو [غيرها] (¬5) - فهو شهيد.
وسبب الخلاف: هل المعتبر في الشهادة القتل بانفراده من غير اعتبار بالمكان كان في أرض الشرك، أو في أرض الإِسلام، أو المعتبر الوصفان جميعًا [فمن اعتبر الوصفين جميعًا] (¬6) فتكون العلة ذات وصفين؟
ومن اعتبر أن [العلة هي] (¬7) القتل خاصة [دون ما عداه اعتبر القتل خاصة] (¬8) كان في أرض الشرك أو في أرض الإِسلام، "بمدافعة كان أو
¬__________
(¬1) انظر: البيان والتحصيل (1/ 298).
(¬2) انظر: النوادر (1/ 617).
(¬3) سقط من أ.
(¬4) انظر: المدونة (1/ 183).
(¬5) في أ: غيره.
(¬6) سقط من أ، ب.
(¬7) سقط من أ.
(¬8) سقط من أ.