كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 2)
فإذا [عرفت] (¬1) تفاصيلهم في الجبر، فاعلم أنهم قد اختلفوا فيمن مات منهم في الملك قبل أن يجبروا أو بعد ما جُبِرُوا؛ هل يصلى [عليه] (¬2) أو لا يصلى [عليه] (¬3)؟
اختلف فيه على ستة أقوال كلها مذهبية:
أحدها: أنه لا يصلى عليه، إلا أن يسلم ويعرف ما أجاب إليه.
وسواء كان معه أبواه، أو لم يكونا [معه] (¬4) اشتراه من حربي، أو صار في سهمانه قدم به، أو توالد في مِلْك المُسْلِم من عَبِيدِه النصرانيين، كان من نِيَّته أَنْ يُدْخِله الإِسلام أم لا، كان [ممن] (¬5) يُجْبَر على الإِسلام بالاتفاق كصغار المجوس أو ممنْ يُجْبَر على الخلاف كصغار الكتابيين، وهو ظاهر قول ابن القاسم في "كتاب الجنائز" من "المدونة" (¬6)، وعليه تأول أبو عمران الفاسي كلامه.
والثاني: أنه إن اشتراه، وفي نيته أن يدخله الإِسلام: صلى عليه، وهو قول الغير في بعض نسخ المدونة، فقيل [أنه] (¬7) معن بن عيسى.
والقول الثالث: التفصيل بين أن يكون معه أبواه أم لا [فإن لم يكن معه أبواه] (¬8) في حين الابتياع، ولم يكن نيته إلى أن يتدين بدينه ومالكه
¬__________
(¬1) في أ: عرف.
(¬2) في ب: عليهم.
(¬3) في ب: عليهم.
(¬4) سقط من أ.
(¬5) في أ: مما.
(¬6) انظر: المدونة (1/ 178).
(¬7) سقط من أ.
(¬8) سقط من أ، ب.