كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 2)
ويؤيد ذلك ما أخرجه النسائي من طريق ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه أعرابي فقال: أبصرتُ الهلال الليلة، فقال: "أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ " قال: نعم، قال لبلال: "قم فأذن بالناس فليصوموا" (¬1).
وهذا الحديث نص في الباب -إن صح- وإن كان بعض العلماء قد تأول هذا الحديث [أنه يحتمل أن يكون تقدمت عنده شهادة غيره] (¬2) بمثل ذلك.
وأما فطره برؤية نفسه لهلال شوال، فهل [يفطر أو يمسك؟] (¬3).
فقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه لا يُقطر جُمْلَة، سَدًا للذَّرِيعَة، وهو ظاهر قول مالك في "الموطأ" [فإن أفطر فلا شيء عليه، وقيل: عليه القضاء، والكفارة، وهي رواية شاذة ذكرها الحميد] (¬4).
والثاني: أنه يُمْسِك [عن] (¬5) الإفطار وَينْوِيه بقلبه وهو قول أشهب (¬6).
والثالث: التفصيل بين أن يأمن [من] (¬7) العثور عليه [أم فإن أمن العثور عليه] (¬8) مثل أن يسافر سفرًا تقصر فيه الصلاة بحيث يظن أنه
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي (2112)، وابن ماجة (1652)، والدارمي (1691)، ضعفه العلامة الألباني في "الإرواء" (907).
(¬2) في أ: أن يكون قد تقدم كلام غيره.
(¬3) في ب: يجوز أم لا.
(¬4) سقط من أ.
(¬5) في أ: على.
(¬6) انظر: النوادر (2/ 12).
(¬7) سقط من أ.
(¬8) سقط من ب.