كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | قال لقمان لابنه : يا بني لكل إنسان بيتان : بيت شاهد وبيت غائب ، فلا يلهينك | بيتك الحاضر الذي فيه عمرك قليل عن بيتك الغائب الذي عمرك فيه طويل . | | إخواني : أنفاس الحي خطاه إلى أجله وربما أورد الطمع ولم يصدر يا من يفنى | ببقائه ويسقم بسلامته ويؤتى من مأمنه تيقظ ، الجد الجد قبل بغتات المنايا ومجاورة أهل | البلى ، ليحلن بكم من الموت يوم ذو ظلم ينسيكم معاشرة اللذات والنعم ، ولا يبقى في | الأفواه إلا طعم الندم . | | % ( سل بالزمان خبيرا % إنه به لعليم ) % | | ( داعي الأمانة ظاعن % بالمرء وهو مقيم ) % | | ( ووراء ضيق حياته % نفس وليس يدوم ) % | | ( يا سادرا في غيه % حتام أنت مليم ) % | | ( لا تخدعن بمنية % أم الخلود عقيم ) % | | ( حتام يجذبك المشيب % بكفه وتهيم ) % | | ( وإذا المنية أبرقت % فرجاؤك المهزوم ) % | | ( عشق البقاء وإنما % طول الحياة هموم ) % | | أين الذين ملكوا الدنيا ونالوا ، زالوا سبقوك يا هذا إلى ما إليه آلوا ، أين المغرورون | بالآل آلوا إلى الشتات ، أين المسرورون بالمال مالوا إلى الكفات ، غلق رهن أعمالهم ، | وما علقوا إلا بالوبال ، وصارت آصارهم في مصيرهم كالجبال ، فندموا إذ لا ندم ينفع ، | وندبوا على المصاب ولكن بعد المصرع ، وتجرعوا كؤوس البأس من كل مطمع وضربوا | بسيوف من الحسرات إذ تهز تقطع . | | % ( ظل من الدنيا تقلص زائلا % ومنى يذاق على جناها العلقم ) % | | ( ما هذه الآمال إلا رقدة % فيها بأضغاث الأماني نحلم ) % |
____________________

الصفحة 10