| | ومن العظام ما هو أساس للبدن كفقار الصلب يبنى عليه كما يبنى السقف على | الخشبة الأولى ، ومنها كالمجن كالقحف فإنه جنة للدماغ من الآفات . وخلق جوهر الدماغ | باردا رطبا لينا دسما . فأما برده فلأمرين : أحدهما تعديل الحرارة التي تنفذ إليه من | القلب . والثاني : لئلا يحترق لكثرة ما يتأدى إليه من حركات الروح في التخيل والفكر | [ والتفكر والذكر ] . وهذه القوى الثلاث مسكنها الدماغ فموضع التخيل البطنان | المقدمان من بطون الدماغ ، وموضع الفكر البطن الأوسط ، وموضع الحفظ المؤخر من | بطون الدماغ . وأما رطوبته ولينه فلئلا تجففه الحركات ، وأما خلقه دسما فليكون ما ينبت | فيه من العصب لينا . | | وقد جلل الدماغ بغشائين : أحدهما رقيق يليه والآخر صفيق يلي العظم . وإنما خلقا | ليكونا حاجزين بين الدماغ والعظم . | | وأما العين فإنما جعلتا اثنتين ليتكونا إذا عرضت لإحداهما آفة قامت الأخرى بالبصر . | وكل عين مركبة من عشرة أجزاء وهي سبع طبقات وثلاث رطوبات ، والطبقات كقشور | البصل إن أصابت بعضها آفة نابت الأخرى . والرطوبات يقع النظر بالوسطى وهي صافية | منيرة والرطوبتان من جانبيها ، فواحدة موضوعة خلفها تقرب من طبيعتها تتناول الغذاء | أو تقلبه إلى طبعها فتتناول منه الرطوبة المبصرة . والرطوبة الثانية تندي المبصرة لئلا | تجف . وخلق الهدب ليدفع ما يطير إلى العين وليعدل الضوء بسواده . | | وأما الأذن فجعل لها صدف معرج ليجمع الصوت . وخلق الأنف لينحصر | فيه الهواء فيعتدل في حلوله قبل أن ينفذ إلى الدماغ والرئة ، ثم هو ستر للفضلات | المنحدرة . واللسان آلة لتقليب الممضوغ وتقطيع الصوت في إخراج الحروف وإليه | تمييز الذوق . |
____________________