كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( قد محاه ثراه حين حواه % ووهى معصم وكف وزند ) % | | ( وجفا أنسه أخ كان برا % وصديق دان وصحب وجند ) % | | ( واستوى في البلى رئيس ومرؤوس % وأعيا بالأسر حر وعبد ) % | | يا غافلا قد طلب ، يا مخاصما قد غلب ، يا واثقا قد سلب ، يا حازما قد خلب كأنه به | قد قلب ، إياك والدنيا فما الدنيا بمأمونة ، وتزود للسفر فلا بد من مؤونة ، إذا قدرت على | الكمال فلا ترض دونه ، واصدق في أمرك تأتك المعونة ، أين المغرورون بغرورها | أين المسرورون بسرورها ؟ صاح بهم الموت فأجابوا ، واستحضرهم البلى فغابوا ، ظنوا بلوغ | الآمال وتوهموا ، واعتقدوا دوام السلامة فلم يسلموا ، وأعلموا بالرحيل وكأنهم لم يعلموا ، | وناولوا أنفسهم أعنة الهوى وسلموا ، كم هتف بهم نذير الفراق فلم يفهموا ، فلما بلغوا | منتهى الآجال ولم يظلموا ، خلوا في ألحادهم بما كانوا قدموا . | | ( ولسنا بأبقى منهم غير أننا % أقمنا قليلا بعدهم وتقدموا ) % | | أف لنفس تؤثر ما يضيرها ، ما ترعوى وقد مر نظيرها ، ما تصغي إلى المواعظ وقد | قال نذيرها ، أما نهاها لما علاها قتيرها ، أما لاح لبصر البصيرة مصيرها ، أما يرجع | إلى العقول مستشيرها ، أتقدر على نفس إن تلفت تستعيرها ؟ قل لهذه النفس الجهولة في فعلها | ويحها إنما تسعى في قتلها ، أما لها عبر ممن كان قبلها ، كأنها بها تبكي على الأيام كلها ، إذا | حانت المنية وبعثت بعض رسلها ، وعبثت يد القاطع بموصول حبلها ، وامتدت كف الأجل | إلى عرى الأمل تحلها . | | ( تساوى الناس في طرق المنايا % فما سلم الصريح ولا الهجين ) % | | ( تدينا البقاء من الليالي % ومن أرواحنا توفى الديون ) % |
____________________

الصفحة 178