كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( ليست سهام الموت طائشة % وهل تطيش سهام كله نصب ) % | | ( ونحن أغراض أنواع البلاء بها % قبل الممات فمرمى ومرتقب ) % | | ( أين الذين تناهوا في ابتنائهم % صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا ) % | | انتبهوا يا نيام ، افهموا هذا الكلام ، قد بقيت لكم أيام ، هذا عود الحياة قد | يبس ، ونور الشباب بالشيب منطمس ، ولسان الفرح بالترح قد خرس ، وسواء في | الموت المهمل والمحترس ، ولا فرق عنده بين اللين والشرس . إخواني : كم رأيتم من قبر | مندرس ، إخواني : كم تلي عليكم زجر ودرس . إخواني : كأنكم في كف المختلس ، | إنما هو نفس منطلق وكأن قد حبس ، ترى متى ينقى هذا القلب الدنس ، إلى كم ذا | المريض كل يوم ينتكس ، إنما أنت بقية الراحلين فاعتبر بهم وقس : | | ( نائبات في كل يوم تنوب % وخطوب تأتي وتمضي خطوب ) % | | ( ما عجيب مكر الزمان ولكن % ثقة النفس بالزمان عجيب ) % | | ( كم دعتني إلى زخارفها الدنيا % فنادت مني الذي لا يجيب ) % | | ( ومتى سامحت خليلا بحظ % خالفتها فاسترجعته الخطوب ) % | | ( كم إلى كم نذود عنها وننهى % غير أن القلوب ما تستجيب ) % | | ( وصلاح الأجسام سهل ولكن % في صلاح القلوب يعيي الطبيب ) % | | الدنيا بحر عجاج ، ليس راكبه بناج ، الدنيا كظلمة ليل داج ، ليس فيها إلا | الزهد سراج ، هدوءها انزعاج وسكونها اختلاج ، ضيقة الفجاج كدرة المزاج ، | لا تغرنك ولو ألبستك التاج ، وقد خاطر من حمل في الوحل الزجاج ، تريك السلامة | تغريرا وتمويها ، وتظهر المحاسن والقبائح وتخفيها ، تبين كل كف كانت تبنيها ، ما تعتذر | إلى جريحها كبرا وتيها : | | ( هي الدنيا فلا يغررك منها % زخارف تستغر ذوي العقول ) % |
____________________

الصفحة 191