كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | يا من لا يترك ذنباً يقدر عليه ، يا من أكثر عمله الذي له عليه ، كم ضيعت في المعاصي | عصرا ، كم حملت على الأزر من الوزر أزرا ، أترضى أن تملأ الصحائف عيبا وخسرا ، | أما يكفي سلب القرين وعظا وزجرا ، لقد ضيعت شطرا من الزمان فاحفظ شطرا ، ما أبقت | لك الصحة حجة ولا تركت عذرا ، كم نعمة نزلت بك وما قرنتها شكرا ، تقابلها بالمعاصي | فتبدل العرف نكرا ، كم سترك على الخطايا وأنت لا تقلع دهرا ، كم نمت عن صلاة | وكم شربت خمرا ، كان الشيب هلالا وقد صار بدرا ، تعاهد ولا تفي إلى كم غدرا ، | أطال عليك الأمد فصار القلب صخرا ؟ إنما بقي القليل فصبرا يا نفس صبرا . | | ( صبا من شاب مفرقه تصابي % وإن طلب الصبا والقلب صابي ) % | | ( أعاذل راضني لك شيب رأسي % ولولا ذاك أعياك اقتضابي ) % | | ( كفى بالشيب من ناه مطاع % على كره ومن داع مجاب ) % | | ( حططت إلى النهى رحلي وكلت % مطية باطلي بعد الهباب ) % | | ( وقلت مسلما للشيب أهلاً % بهادي المخطئين إلى الصواب ) % | | ( يذكرني الشباب وميض برق % وسجع حمامة وحنين ناب ) % | | ( أأفجع بالشباب ولا أعزى % لقد غفل المعزي عن مصابي ) % | سجع | | يا دائم الخطايا والعصيان ، يا شديد البطر والطغيان ، ربح المتقون ولك الخسران | ! 2 < ولمن خاف مقام ربه جنتان > 2 ! . يا معتكفاً على زلله وذنبه ، لا يؤثر عنده أليم عتبه ، | أما المصر فقد طمس على قلبه فلا ينفعه وعظ اللسان ! 2 < ولمن خاف مقام ربه جنتان > 2 ! . | | كم خوفت وما تخاف ، يا من إذا أمر بالعدل حاف ، الويل لك يا صاحب الإسراف |
____________________

الصفحة 197