كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | وكيف لا يقول هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ' يوزن مداد العلماء مع دم | الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء ' . | | ومن آداب العالم : أن يترك فضول الدنيا ليتبعه الناس ، فإن الاستدلال بالفعل أقوى | من الاستدلال بالقول ، فإن الطبيب إذا أمر الحمية ثم خلط لم يلتفت إلى قوله . | | أخبرنا علي بن عبد الله بسنده عن أبي همام الكلاعي عن الحسن أنه مر ببعض | القراء على بعض أبواب السلاطين فقال : أقرحتم جباهكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم | تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم ؟ أما إنكم لو جلستم في بيوتكم | حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم ، تفرقوا فرق الله | بين أعضائكم ! | | وقال الحسن : إن الزبانية إلى فسقة حملة القرآن أسرع منهم إلى عبدة الأوثان ، | فيقولون : ربنا ما بالنا يتقدمون إلينا ؟ فيقول الله تعالى : ليس من يعلم كمن لا يعلم ! | | أخبرنا يحيى بن علي بسنده عن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول : من | قرأ القرآن عظمت قيمته ومن تفقه نبل قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، | ومن تعلم اللغة رق طبعه ، ومن تعلم الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه | لم ينفعه علمه . | | سمعت إسماعيل بن أحمد يقول سمعت عبد الله بن عطاء يقول : سمعت أبا نصر الحواري | يقول : سمعت أبا حاتم الرازي يقول بسنده عن يونس بن عبد الأعلى يقول ، سمعت | الشافعي يقول : كتب حكيم إلى حكيم : يا أخي قد أوتيت علما فلا تدنس علمك بظلمة | الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم . |
____________________

الصفحة 204