كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( وعمهم حدث وضمهم جدث % باتوا وهم جثث في الرمس قد حبسوا ) % | | ( كأنهم قط ما كانوا وما خلقوا % ومات ذكرهم بين الورى ونسوا ) % | | ( والله لو أبصرت عيناك ما صنعت % يد البلى بهم والدود يفترس ) % | | ( لعاينت منظرا تشجى النفوس به % وأبصرت نكرا من دونه النكس ) % | | ( من أوجه ناظرات حار ناظرها % في رونق الحسن كيف تنطمس ) % | | ( وأعظم باليات ما بها رمق % وليس تبقى وهذا وهي تنتهس ) % | | ( وألسن ناطقات زانها أدب % ما شأنها شانها بالآفة الخرس ) % | | ( نكسهم ألسن للدهر فاغرة % فاها فآها لهم إذ بالردى وكسوا ) % | | ( عروا عن الوشي لما ألبسوا حللا % من الرغام على أجسادهم وكسوا ) % | | ( وصار لبس الصفايا من خلائلهم % جون الثياب وقدما زانه الورس ) % | | ( حتام يا ذا النهى لا ترعوى سفها % ودمع عينيك لا يهمي وينبجس ) % | | يا غافلا عن نفسه أمرك عجيب ، يا قتيل الهوى داؤك غريب ، يا طويل الأمل ستدعى | فتجيب ، وهذا عن قليل وكل آت قريب ، هلا تذكرت لحدك كيف تبيت وحدك ، | ويباشر الثرى خدك ، وتقتسم الديدان جلدك ، ويضحك المحب بعدك ناسياً عنه بعدك ، | والأهل مذ وجدوا المال ما ما وجدوا فقدك ، إلى متى وحتى متى تترك رشدك ، أما تحسن | أن تحسن إلينا قصدك ، الأمر جد مجد فلازم جدك . | | ( ذهب الأحبة بعد طول تودد % ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا ) % | | ( خذلوك أفقر ما تكون لغربة % لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا ) % |
____________________

الصفحة 206