كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( قضي القضاء وصرت صاحب حفرة % عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا ) % | | ووجد على قبر مكتوب : | | ( سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي % ويحدث بعدي للخليل خليل ) % | | ( إذا انقطعت يوماً من العيش مدتي % فإن غناء الباكيات قليل ) % | | إلى متى هذا التخليط والموت بكم محيط ، أين الأخ والخليط بادرهما موت نشيط ، | كيف يلهوا هذا الشميط ، وله أسد مستشيط ، عليه وسخ وما يميط لا بل دم عبيط ، | يا ربما انقبض النشيط ، تيقظ فكم هذا الغطيط ، اقبل نصحي واسمع من الوسيط ، يا ذا | التحرك في الهوى لا بد له من سكون ، على هذا كانت الدنيا وعليه تكون ، لا يغرنك | سهلها فبعد السهل حزون ، لا تنظر إلى فرحها فكل فرح محزون ، تأمل فعلها بغيرك | فبغض المقبح يهون ، إن روحك دين الممات وستقضى الديون ، ما فرحها مستتم ولا ترحها | مأمون ، ما أضحكت السن إلا وأبكت العيون ، إياك وإيا المومس الخثون ، إنها لدار | الغرور ومنزل للمنون ، كم نلوم على الغبن وما يعقل المغبون ، مهلا أضعتم المواعظ قلب | هذا مفتون ، يا لائما لي في الهوى ماذا هوى هذا جنون . | | أيها الغافل عما بين يديه لا يذكر الموت ولا يلتفت إليه ، شغله عن العواقب ما لديه | وألهاه ما له عما عليه : | | ( يا لقومي للآمل المغرور % ولجاج لا ينقضي في الصدور ) % | | ( ولنفس مخدوعة بالأماني % ولهم موكل بسرور ) % | | ( وانقباض الحياة عما يرجيه % الفتى وامتداد حبل الغرور ) % | | ( يلتحيه الزمان في كل يوم % دائبا كالتحاء غصن نضير ) % | | ( يتمنى في العيش ما ليس يلقاه % وينسى حزم الزمان الغيور ) % |
____________________

الصفحة 207