كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | وقال قيس بن عباد في اليوم العاشر من رجب يمحو الله ما شاء ويثبت . | | وقد أغري القصاص والمتزهدون بالتحريض على صومه ، وإنما يصومه كله من | يصوم السنة . قال حنبل سألت أبا عبد الله بن حنبل عن صيام رجب فقال : من كان | يصوم السنة وإلا فلا يصمه متواليا يكره له ذلك ولا يشبه برمضان . | | وقد كان عمر بن الخطاب يضرب أكف الناس في رجب حتى يضعوها في الطعام ويقول : | كلوا فإنما هو شهر كانت الجاهلية تعظمه . | | ودخل أبو بكرة على أهله فرأى عندهم سلالا وكيزانا فقال : ما هذا ؟ قالوا : | رجب نصومه . فقال : أجعلتم رجبا كرمضان فألقى السلال والكيزان . قال عمرو | الزاهد : حدثنا ثعلبة ، عن سلمة ، عن الفراء ، عن الأصمعي وعن ابن الأعرابي عن الفضل | قال : كل العرب تقول : رجبت فلانا أرجبه رجبا ورجوبا إذا عظمته . قال ثعلب : | وإنما سمي رجبا لتعظيمه . قال سليمان الشاذكوني : إنما سمي الأصم لأن العرب كانت | لا يغير بعضها على بعض فيه ولا تحمل فيه السلاح ، وكانوا لا يسمعون قعقعة السلاح فسمى | أصم به . وأما تسميته برجب مضر فلأنها كانت تعظمه أشد من جميع العرب فأضيف إليها . | | وقد خصه خلق كثير من العوام بإخراج الزكاة فيه . وهذا جهل منهم فإن الزكاة إنما تجب | في المال إذا حال الحول عليه ، فمتى ملك النصاب في المحرم مثلا وجبت الزكاة في المحرم ، | فمتى أخرها إلى صفر أثم لأنها حقوق الفقراء فرضت لحاجتهم فلا وجه للتأخير . وقد يروي | القصاص في رجب من الفضائل وأفعال الطاعات أشياء كثيرة لا نرى ذكر شيء منها | لعلمنا بعدم صحته ، بل نقول : ينبغي للإنسان أن يبادر [ إلى ] فعل الخير على الدوام | والله الموفق . |
____________________

الصفحة 22