كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| يقولون - يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - الحمد لله الذي لو جعل هذا الخلق | خلقا دائما لا يتصرف لقال الشاك في الله عز وجل : لو كان لهذا الخلق رب لحادثه ، | وإن الله تعالى قد حادث بما ترون من الآيات ، إنه قد جاء بضوء طبق ما بين الخافقين | وجعل فيها معاشا وسراجا وهاجا ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق ، وجاء بظلمة طبقت | ما بين الخافقين وجعل فيها سكنا ونجوما وقمرا منيرا وإذا شاء بنى بناء جعل فيه المطر | والرعد والبرق والصواعق ، وإذا شاء صرف ذلك ، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس | وإذا شاء جاء بحر يأخذ بأنفاس الناس ليعلم الناس أن لهذا الخلق ربا يحادثه بما يرون | من الآيات كلها ، كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة . | | وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استسقى يقول : اللهم اسق عبادك وبهائمك ، | وانشر رحمتك ، اللهم اسقنا غيثا هنيئا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير | ضار اللهم اسقنا سقيا وادعة نافعة . | | قال أنس : أصابنا مطر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم | ثوبه حتى أصابه المطر وقال : إنه حديث عهد بربه . | | وفي لفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقي ثيابه أول مطرة تمطر . | | وقال عكرمة : كان ابن عباس إذا مطر يقول : يا عكرمة اخرج الرياح أخرج كذا | حتى يصيبه المطر . | | وقال عبيد بن عمير : يبعث الله ريحا فتقيم الأرض ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب ثم | يبعث المؤلفة فتؤلفه ثم يبعث اللواقح فتلقح الشجر . | | وقال عكرمة : ينزل الله عز وجل الماء من السماء السابعة فتقع القطرة منه على السحاب | مثل البعير . قال كعب : والسحاب غربال المطر ولولا السحاب لأفسد ما يقع عليه . | | وقال ابن عباس : المطر مزاجه من الجنة فإذا كثر المزاج كثرت البركة وإذا جاء | القطر من السماء فتحت له الأصداف فكان لؤلؤا . |
____________________

الصفحة 227