كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( أخبرنا ) هبة الله بن محمد ، قال : حدثنا الحسين بن علي التميمي ، أنبأنا أحمد بن | جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، سمعت الأوزاعي | يقول : حدثني الوليد بن هشام المعيطي ، حدثنا معدان بسنده إلى ابن أبي طلحة اليعمري ، | قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني | الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته الثانية فسكت ، ثم سألته | الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ' عليك بكثرة | السجود ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ' | قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان . | | انفرد بإخراجه مسلم . | | ( اعلم ) أن الله عز وجل عظم قدر الصلاة لأنها أوفى خدمة العبد ، والمراد من | العبد التعبد ، وهي جامعة بين خضوع بدنه ونطق لسانه وحضور قلبه ، وإن الله تعالى | جعل عبادة ملائكته بين سجود وركوع وذكر ، وذلك مجموع في الصلاة ، وليس لنا | فعل يدخل به الكافر في حكم الإسلام ويخرج بتركه المسلم من الإسلام إلا الصلاة ، | فإن عندنا أن الكافر إذا صلى حكم بإسلامه سواء صلى مع جماعة أو منفردا | فيجبر عندنا على الإسلام . وعن أبي حنيفة روايتان إحداهما كقولنا . والثانية : | اشترط أن يكون في جماعة . وقال الشافعي : إذا صلى الحربي في دار الإسلام | حكم بإسلامه . | | وأما تارك الصلاة فلا يختلف مذهبنا عن مذهب أحمد رضي الله عنه أنه يقتل حدا | أو كفرا . فيه روايتان . إحداهما : يقتل لكفره . وهو قول عمر وابن مسعود وابن | عباس وجماعة وجابر والشعبي والأوزاعي رضي الله عنهم . وقد دل على هذا ما أخرجه |
____________________

الصفحة 231