كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| الكلام على قوله تعالى : ! 2 < إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون > 2 ! | سبب نزولها أنه لما نزل : ! 2 < إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم > 2 ! شق | ذلك على قريش وقالوا : شتم آلهتنا فجاء ابن الزبعرى فقال : مالكم ؟ قالوا : شتم آلهتنا | قال : وما قال ؟ فأخبروه فقال : ادعوه لي . فلما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : | يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله ؟ قال : بل لكل من عبد | من دون الله عز وجل . قال ابن الزبعرى : خصمت ورب هذه البنية ! ألست تزعم أن | الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح ، وأن عزيرا عبد صالح ؟ فهذه بنو مليح | يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى تعبد عيسى ، وهذه اليهود تعبد عزيرا ، فضج أهل | مكة فنزلت هذه الآية . قاله ابن عباس . | | اسم ابن الزبعرى : عبد الله كان يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم | [ والزيعرى ] بفتح الباء . | | قال المفسرون : وإنما أراد بقوله ! 2 < وما تعبدون > 2 ! الأصنام ، لأنه لو أراد الملائكة | والناس [ لقال ] ومن . | | والحسنى عند العرب : كلمة توقع كل محبوب ومطلوب ، قال امرؤ القيس : | % ( فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا % ورضت فذلت صعبة أي إذلال ) % | | وقوله تعالى : ! 2 < أولئك عنها > 2 ! أي عن جهنم ' مبعدون ' والبعد طول المسافة ، | والحسيس : الصوت تسمعه من الشيء إذا مر قريبا منك . |
____________________

الصفحة 240