| | الكريم حر لأنه يملك ماله ، والبخيل عبد لأن ماله يملكه ، أما علمت أن | رسول الله صلى الله عليه وسلم طبع على أشرف الأخلاق وقد وصف نفسه عليه الصلاة | والسلام فقال : ' يأبى الله لي البخل ' وأعطى غنما بين جبلين فتحير الذي أعطاه | في صفة جوده فقال : هذا عطاء من لا يخشى الفقر ، فلما سار في فيافي الكرم تبعه | صديقه فجاء بكل ماله فقال : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت الله ورسوله : | | ( سبق الناس إليها صفقة % لم يعد رائدها عنها بغبن ) % | | ( هرة للجود صالت نشوة % لم يكدر عندها العرف بمن ) % | | ( طلبوا الشاء فوافى سابقا % جذع غبر في وجه المسن ) % | | نزع أبو بكر مخيط الهوى فمزقه علي ، رمى الصديق جهاز المطلقة فوافقه علي حتى | رمى الخاتم : | | ( حبب الفقر إليه إنه % سؤدد وهو بذاك الفقر يغنى ) % | | ( وشريف القوم من بقي لهم % شرف الذكر وخلى المال يفنى ) % | | ( ما اطمأن الوفر في بحبوحة % فرأيت المجد فيها مطمئنا ) % | | ( تهدم الأموال من آساسها % أبدا ما دامت العلياء تبنى ) % | | كان السلف يؤثرون عند الحاجة ، ويقدمون الأجود المحبوب . | | أخبرنا عبد الأول بسنده إلى أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى | رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن ما عندنا إلا الماء فقال رسول الله | صلى الله عليه وسلم : من يضم هذا أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا | فانطلق به إلى امرأته فقال : أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : | ما عندنا إلا قوت الصبيان ، فقال : هيئي طعامك وأصلحي سراجك ونومي صبيانك |
____________________