كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | الحكمة نور الفطرة ، والصواب فرع الروية ، والتدبير قيمة الهمة ، والهوى ضد | الحزم ، ثقف نفسك بالآداب قبل صحبة الملوك ، فإن سياسة الأخلاق مراقي المعالي ، | | قال بزرجمهر : أخذت من كل شيء أحسن ما فيه حتى من الكلب والغراب والهرة . | قيل : وما أخذت من الكلب ؟ قال : ذبه عن حريمه وإلفه لأهله . قيل : فمن الهرة ؟ قال : | رفقها عند المسألة ولين صياحها . قيل : فمن الغراب ؟ قال : شدة حذره . | | يا هذا صن حياة عقلك عن مخالطة غوغاء نفسك ، من طلب المعالي استقبل العوالي ، | من لازم الرقاد فاته المراد ، من دام كسله خاب أمله . | | ( من صغرت نفسه فهمته % أبلغ في قصده من المحن ) % | | ( وقل ما التذ بالسرور فتى % لم يجنه من عواقب الحزن ) % | | لولا سخط نفس أبي بكر عليه لمفارقة هواها ما نال مرتبة ' أنا عنك راض ' | | لولا عري أويس ما لبس حلة ' يشفع في مثل ربيعة ومضر ' . | الكلام على قوله تعالى : | ! 2 < إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله > 2 ! | قال المفسرون : نزلت هذه الآية من أجل النسيء الذي كانت العرب تفعله . والنسيء | تأخير الشيء وكانت العرب تحرم الشهور الأربعة . هذا ما تمسكت به من ملة إبراهيم ، | فربما احتاجوا إلى تحليل المحرم لحرب تكون بينهم فيؤخرون تحريم المحرم إلى صفر ثم | يحتاجون إلى تأخير صفر ، ثم كذلك حتى تتدافع الشهور فيستدير التحريم على السنة ، | فكانوا يستنسئون الشهر الحرام ويستقرضونه . | | قال الفراء : كانت العرب في الجاهلية إذا أرادوا الصدر من منى قام رجل من بني كنانة |
____________________

الصفحة 26