| | لقد وعظ الزمن بالآفات والمحن ، ولقد حدث بالطعن كل من قد ظعن ، ولقد | أنذر المطلق في أغراضه المرتهن ، تالله لوصفت الفطن أبصرت ما بطن . | | إخواني : أمر الموت قد علن ، كم طحطح الردى وكم طحن ، يا بائعاً لليقين | مشتريا للظنن ، يا مؤثرا للرذائل في اختيار الفتن ، إن السرور والشرور في قرن ، | أنت في المعاصي مطلق الرسن وفي الطاعة كذي وسن ، يا رضيع الدنيا وقد آن | فطامه ، يا طالب الهوى وقد حان حمامه . | | قال وهب بن منبه : إن لله مناديا ينادي كل ليلة : أبناء الخمسين : هلموا للحساب ، | أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم ؟ أبناء السبعين عدوا أنفسكم في الموتى : | | ( كبرت وقاربت نصف المائة % وبدلت يا شيخ بالتسميه ) % | | ( وقد نشر الشيب في عسكر الشباب % على رأسك الألوية ) % | | ( تحول إلى توبة لا تحور % عساها تكون هي المنجية ) % | | ( ولا تطلق اللحظ في ريبة % ولا تسألن فتنة ما هيه ) % | | ( وهل غيرها قد تذوقته % فكم تعتد الإثم والمعصية ) % | | إلى كم يا ذا المشيب ، أما الأمر منك قريب ، كم تعب في وعظك خطيب ، | كم عالجك طبيب . إنه لمرض عجيب ، إنه لداء غريب عظم واهن وقلب صليب ، | يا هذا لا شيء أقل من الدنيا ولا أعز من نفسك ، وها أنت تنفق أنفاس النفس | النفيسة على تحصيل الدنيا الخسيسة ، متى يقنعك الكفاف ، متى يردك العفاف متى |
____________________