كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| يقومك الثقاف ، إنك لتأبى إلا الخلاف ، مقاليدك ثقال وركعاتك خفاف ، يا قبيح | الخصال يا سيء الأوصاف ، يا مشترياً بسني الخصب السنين العجاف ، قف متدبراً | لحالك فالمؤمن وقاف ، وتذكر وعيد العصاة ويحك أما تخاف : | | ( ما من الحزم أن تقارب أمرا % تطلب البعد عنه بعد قليل ) % | | ( وإذا ما هممت بالشيء فانظر % كيف منه الخروج قبل الدخول ) % | | ( لا مفرا من المقادير لكن % للمعاذير عند أهل العقول ) % | | ويحك إن الدنيا فتنة ، وكم فيها من محنة ، غير أنها لا تخفى على أهل الفطنة ، | لا يعز ذليلها ولا يودى قتيلها ، من سكنها خرج ، وساكنها منزعج : | | ( إنما الدنيا بلاء % ليس في الدنيا ثبوت ) % | | ( إنما الدنيا كبيت % نسجته العنكبوت ) % | | ( كل من فيها لعمري % عن قريب سيموت ) % | | ( إنما يكفيك منها % أيها الراغب قوت ) % | | يا هذا انتقم من حرصك بالقناعة ، فمن مات حرصه عاشت مروءته . خل فضول | الدنيا وقد سلمت ، إن لم تقبل نصحي ندمت ، البلغة منها ما يقوت والزاهد فيها | ما يموت ، فأعرض عنها جانبا ، وكن لأهلها مجانبا وإذا أقلقك : هجير المجاعة فلذ | بالصبر في ظل القناعة . |
____________________

الصفحة 269