كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | وقال أبو هريرة : إن الله تعالى يكتب للمؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة | ولما سمعوا لفظ ' القرض في ذمة الله ' . بادروا بالأموال . | | أخبرنا يحيى بن علي المدير بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزل قوله | تعالى : ! 2 < من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة > 2 ! : قال | أبو الدحداح يعني لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن الله تعالى ليريد منا القرض ؟ | قال : نعم : قال : أرني يدك يا رسول الله : قال فناوله يده فقال : إني قد أقرضت ربي | حائطي . قال وحائطه فيه ستمائة نخلة ، وأم الدحداح فيه وعيالها فجاء أبو الدحداح | فنادى : يا أم الدحداح . قالت : لبيك . قال : اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي عز وجل | وفي رواية أخرى أنها لما سمعت ذلك عمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض | ما في أكمامهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' كم من عذق رداح في الجنة | لأبي الدحداح ' . | | سبحان من خلق تلك النفوس واختارها ، وصفاها بالتقى ورفع أكدارها ، | وجعل حمى معرفته وجنته دارها ، فإذا مرت على النار أطفأ نورها نارها ، قوم تيقظوا | في أمورهم وعقلوا ، وحاسبوا أنفسهم فما أضاعوا ولا غفلوا ، وحاربوا جنود الهوى | فأسروا وقتلوا ، وتدبروا منازل اليقين مع سادة المتقين ونزلوا ، فأولئك لهم جزاء الضعف | بما عملوا . | | إخواني : رحل من أصفه وبقي من لا أعرفه ، سل عنهم الشعث الغبور ، وزر | إذا اشتقتهم القبور . |
____________________

الصفحة 290