كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم . التأليف : الجمع على ما يشاكل . والمراد بالآية الأوس | والخزرج وهم الأنصار ، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية فألف الله عز وجل بينهم ، | وهذا من أعجب الآيات ، لأنهم كانوا ذوي أنفة شديدة ، فلو أن رجلا لطم رجلا | لقاتلت عنه قبيلته حتى تدراك ثأره ، فآل لهم الإسلام إلى أن يقتل الرجل ابنه وأباه | في طاعة الله عز وجل . | | وقد روى أبو الأحوص ، عن ابن مسعود في قوله تعالى ! 2 < لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم > 2 ! قال : هم المتحابون في الله تعالى . | | اعلم أن المعنى الجامع بين المسلمين الإسلام ، فقد اكتسبوا به أخوة أصلية ، | ووجب عليهم بذلك حقوق لبعضهم على بعض . | | وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال | ' مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى | له سائر الجسد بالسهر والحمى ' . | | وفيهما من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المؤمن للمؤمن | كالبنيان يشد بعضه بعضا ' وشبك بين أصابعه . | | وفيهما من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : | ' والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ' . | | وفي حديث مسلم : لجاره أو لأخيه . |
____________________

الصفحة 294