كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| الصباح ، فقيل له : لم تنم ؟ فقال : خشيت أن يصيبكم البرد فقمت مقام الباب ! | | وجاء رجل من السلف إلى بيت صديق له فخرج إليه فقال : ما جاء بك ؟ قال : علي | أربعمائة درهم فدخل الدار فوزنها ثم خرج فأعطاه ثم عاد إلى الدار باكيا فقالت زوجته : | هلا تعللت عليه إذا كان إعطاؤه يشق عليك ؟ فقال : إنما أبكي لأني لم أفتقد حاله فاحتاج | أن يقول لي ذلك ! | | ( هل تحسان لي رفيقا رفيقا % أو تصيبان لي صديقا صدوقا ) % | | ( قد فشا الغدر والخيانة في الناس % فما إن رأى رفيقا شفيقا ) % | | أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك بسنده عن رباح بن الجراح قال : جاء فتح الموصلي | إلى منزل صديق له يقال له عيسى التمار فلم يجده في المنزل ، فقال للخادمة : أخرجي لي | كيس أخي . فأخرجته ففتحه فأخذ منه درهمين . وجاء عيسى فأخبرته الخادمة فقال : | إن كنت صادقة فأنت حرة . فنظر فإذا هي صادقة . فعتقت ! | | أخبرنا أبو بكر بن حبيب قال أبو سليمان الداراني : كان لي أخ في الله عز وجل | فقلت له يوما : أعطني دراهم . فقال : كم تريد ؟ فسقط من عيني وخرجت أخوته من | قلبي بقوله : كم تريد . | | واعلم أنه إذا علت مرتبة الأخوة وقع فداء الأخ بالنفس . | | أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بسنده عن محمد بن داود قال سمعت أبا بكر القرطبي | وأبا عمرو الأدمي يقولان وكانا يتآخيان في الله تعالى : خرجنا من بغداد نريد | الكوفة ، فلما سرنا في بعض الطريق إذا نحن بسبعين رابضين على الطريق ، فقال | أبو بكر لأبي عمرو : أنا أكبر منك سنا فدعني أتقدمك فإن كان حادثة اشتغلا بي
____________________

الصفحة 302