كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| يا رب ما رأوك . قال : فيقول : فكيف لو رأوني ؟ قال : فيقولون : لو أنهم رأوك | لكانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر تسبيحا . قال : فيقول : وما يسألوني ؟ | قالوا : يسألونك الجنة قال : فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها . | فيقول : فكيف لو رأوها فيقولون : لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا | وأعظم فيها رغبة فيقول : فمم يتعوذون ! قال : يقولون : من النار قال : يقول : فهل | رأوها ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوها . قال يقول : كيف لو رأوها ؟ قال يقولون : | لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال : فيقول : فأشهدكم أني قد | غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة | فيقول : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ' . | | أخرجاه في الصحيحين . | | وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ' إن الله | عز وجل يقول : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ' . | | وفي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' يقول الله | تعالى : أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام ' . | | وفي حديثه عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ' إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ' . | قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال : ' مجالس الذكر ' . | | وكان داود عليه الصلاة والسلام يقول : إلهي إذا مررت على ملأ يذكرونك | فجاوزتهم فاكسر الرجل التي تليهم . |
____________________

الصفحة 305