كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| سمعت أخي يقول : سمعت الجنيد يقول : ما رأيت أعبد لله من سري السقطى ، أتت | عليه ثمان وسبعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة الموت . | | ومن الذاكرين من صار الذكر له إلفا لا عن كلفة ، فما له هم غيره ، فهو يذكر | أبدا على جهة الحضور . | | وقال مجمش الجلاب : صحبت أبا حفص النيسابوري اثنتين وعشرين سنة فما | رأيته ذكر الله تعالى على حد الغفلة والانبساط ، ما كان يذكر الله إلا على سبيل | الحضور والحرمة والتعظيم ، وكان إذا ذكر الله تعالى تغير عليه حاله حتى كان يرى | ذلك جميع من حضره . | | وقال بعض السلف : صحبت في طريقي رجلا أسود فكان إذا ذكر الله تعالى | ابيض ! | | ( وشغلت عني فهم الحديث سوى % ما كان منك وعندكم شغلي ) % | | ( وأديم نحو محدثي نظري % أن قد فهت وعندكم عقلي ) % | | أين أهل الأذكار ، أين قوام الأسحار ، أين صوام النهار ، خلت والله منهم | الديار ، وامتلأت بهم القفار فصل إليهم وصل عليهم فهم الأحرار . | | ( سلام على أهل الحمى عدد الرمل % وقل له التسليم من تائق مثلي ) % | | ( وقفت وقوف الغيث بين طلوله % بمنسكب سح ومنهمل وبل ) % | | ( وما رمت حتى خالني الريم رمة % وأذرف أطيار الحمى الدمع من أجلي ) % | | ( خليلي قد غدبتماني ملامة % كأن لم يطف في دمنة أحد قبلي ) % |
____________________

الصفحة 307