كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ويبعد حضور القلب مع المخالطة للناس ، إلا أن يكون لمعنى . | | وقد قال شعيب بن حرب : الناس ثلاثة : رجل تعلمه فيقبل منك ، ورجل تتعلم | منه ، واهرب من الثالث . | | وقد كان الثوري يقول : أقل من معرفة الناس . | | وقال إبراهيم بن أدهم : لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر من تعرف ! | | ( إني نظرت إلى الزمان % وأهله نظرا كفاني ) % | | ( فعرفته وعرفتهم % وعرفت عزي من هواني ) % | | ( فحملت نفسي بالقناعة % عنهم وعن الزمان ) % | | ( وتركتها بعفافها % والزهد في أعلى مكان ) % | | ( فلذاك أجتنب الصديق % فلا أراه ولا يراني ) % | | ( فتعجبوا لمغالت % وهب الأقاصي والأداني ) % | | ( وانسل من بين الزحام % فما له في الخلق ثاني ) % | | وفصل الخطاب في هذا : أن الناس على ضربين : عالم وعابد . فالعالم لا ينبغي له | أن ينقطع عن نفع الناس فإنه خلف الأنبياء ، وليعلم أن هداية الخلق أفضل من كل عبادة . | | وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام : ' والله لأن | يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ' . فمتى ما جاء الشيطان فحسن | للعالم الانقطاع عن الخلق في الجملة فذاك خديعة منه ، ولقد حسن لكثير من السلف |
____________________

الصفحة 314