كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | يا هذا إذا أسلمك الأتراب ، تسلمك التراب ، كيف يفرح بحياته من يعلم أنها مطية | مماته ، يا من هجم الشيطان عليه وهو في بادية المخالفة ، فسباه فباعه فاشتراه الهوى | بثمن بخس ، تالله لو كنت في حصن التقى ما قدر عليك ، إلى كم يستخدمك الهوى | وأنت حر طال تشبهك في التثبط بزحل فانهض بحركة عطارد في الهرب مما يؤذي . | | تعرض لجياد المجاهدين لعل بعضهم يستصحبك . | | أما بلغك لطف : هل من سائل ؟ أما سمعت عفو : هل من تائب ؟ . | | ( % وتذنبون فنأتيكم فنعتذر ) % | | لا تيأس فباب الرجاء مفتوح ، لا تلق بيدك فعلم القبول يلوح : | | ( عسى وعسى من بعد طول التفرق % على كل ما نرجو من العيش نلتقي ) % | | ( ولو ظفرت عيني برؤياك ساعة % لكنت على عيني من العين أتقي ) % | | إخواني : ليس كل من قال : أنا تائب كان تائبا ، إنما التائب من صبر على | فقد الأغراض صبر السحرة على الصلب ، واعتذر من جناياته اعتذار النابغة إلى | النعمان ، وخضع خضوع الجرب للطالي ، وتضرع تضرع الصبي إلى المؤدب . | | لا تنأ وإن طردت ، ولا تبرح وإن زجرت : | | ( إذا هجروا عزا وصلنا تذللا % وإن بعدوا يأسا قربنا تعللا ) % | | ( وإن أغلقوا بالهجر أبواب وصلهم % وقالوا ابعدوا عنا طلبنا التوصلا ) % |
____________________

الصفحة 318