كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | أخبرنا أبو بكر بن حبيب بسنده عن أحمد بن أبي الحواري قال : دخلت على | أبي سليمان وهو يبكي فقلت له : ما يبكيك ؟ فقال لي : يا أحمد ولم لا أبكي وإذا جن | الليل ونامت العيون وخلا كل حبيب بحبيبه ، وافترش أهل المحبة أقدامهم وجرت | دموعهم على خدودهم وقطرت في محاريبهم ، أشرف الجليل سبحانه وتعالى فنادى | جبريل : بعيني من تلذذ بكلامي فلم لا تنادي فيهم : ما هذا البكاء ؟ هل رأيتم حبيبا | يعذب أحبابه ؟ ! أم كيف يجمل بي أن أعذب قوما إذا جنهم الليل تملقوني ؟ فبي | حلفت إذا وردوا علي في القيامة لأكشفن لهم عن وجهي الكريم حتى ينظروا إلى | وأنظر إليهم . | | وقال أحمد بن أبي الحواري أيضا : سمعت أبا سليمان يقول : بينا أنا ساجد | ذهب بي النوم فإذا أنا بحوراء قد ركضتني برجلها وقالت : حبيبي أترقد والملك يقظان | ينظر في المتهجدين في تهجدهم ! بؤسا لعين آثرت لذة نومة على لذة مناجاة العزيز ، قم | فقد دنا الفراغ ولقي المحبون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد حبيبي وقرة عيني ؟ أترقد عيناك | وأنا أربي لك في الخدور ؟ فوثبت فزعا وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي وإن | حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي . | | وكان أبو بكر رضي الله عنه لقصر أمله يوتر أول الليل وعمر لتأميل الخدمة | يؤخره إلى آخر الليل . وعثمان يتهجد في آناء الليل . وعلي يستغفر في أواخر الليل . | | قام القوم على أقدام ! 2 < قم الليل > 2 ! فبان في القوم سر ! 2 < وتقلبك في الساجدين > 2 ! | لولا قيام تلك الأقدام ما كان يؤدي حق ' هل من سائل ' يا غافلين عما نالوا ، لقد ملتم | عن التقى وما مالوا ، قاموا في غفلات الراقدين فقوبلوا بجزاء لم يطلع عليه الغير غيرة لهم . |
____________________

الصفحة 323