كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ما أطيب أملهم في المناجاة ، ما أقربهم من طريق النجاة ، ما أقل ما تعبوا وما أيسر | ما نصبوا ، وما كان إلا القليل ثم نالوا ما طلبوا ، لو ذاق الغافل شراب أنسهم في | الظلام أو سمع الجاهل صوت حنينهم في القيام ، وقد نصبوا لما انتصبوا له الأقدام ، | وترنموا بأشرف الذكر وأحلى الكلام ، وضربوا على شواطىء أنهار الصدق الخيام ، | وركزوا على باب اليقين بالحق الأعلام ، وزموا مطايا الشوق إلى دار السلام ، وسارت | جنود حبهم والناس في الغفلة نيام ، وشكوا في الأسحار ما يلقون من وقع الغرام ، | ووجدوا من لذة الليل ما لا يخطر على الأوهام ، وإذا أسفر النهار تلقوه بالصيام وصابروا | الهواجر بهجر الشراب وترك الطعام ، وتدرعوا دروع التقى خوفا من الزلل والآثام ، | فنورهم يخجل شمس الضحى ويزري بدر التمام ، فلأجلهم تنبت الأرض ومن جراهم | يجري الغمام ، وبهم يسامح الخطاؤون ويصفح عن أهل الإجرام ، فإذا نازلهم الموت | طاب لهم كأس الحمام ، وإذا دفنوا في الأرض فخرت بحفظها تلك العظام ، فعلى الدنيا | إذا ماتوا من بعدهم السلام . | | ( تتجافى جنوبهم % عن لذيد المضاجع ) % | | ( كلهم بين خائف % مستجير وطامع ) % | | ( تركوا لذة الكرى % للعيون الهواجع ) % | | ( ورعوا أنجم الدجى % طالعا بعد طالع ) % | | ( واستهلت دموعهم % بانصباب المدامع ) % | | ( فأجيبوا إجابة % لم تقع في المسامع ) % | | ( ليس ما تصنعونه % أو ليأتي بضائع ) % | | ( تاجروني بطاعتي % تربحوا في البضائع ) % |
____________________

الصفحة 324