كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| المجلس التاسع | في ذكر الأمر بالمعروف | | الحمد لله مدبر الليالي والأيام ، ومصرف الشهور والأعوام ، المنفرد بالكمال والتمام ، | الملك القدوس السلام ، تنزه جلاله عن درك الأفهام ، وتعالى كماله عن إحاطة الأوهام ، | ليس بجسم فيشبه الأجسام ، ولا بمتجوف فيحتاج للشراب والطعام ، ارتدى برداء | الكبرياء والإعظام ، وأبصر ما في بواطن العروق ودواخل العظام ، وسمع أخفى القول | وألطف الكلام ، لا يعزب عن سمعه صريف الأقلام ، ولا يخفى على بصره دبيب النمل | تحت سجف الظلام ، إله رحيم عظيم الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام ، قدر الأمور | فأحسن إحكام الأحكام ، وصرف الحكم في فنون النقض والإبرام ، بقدرته هبوب | الريح وتسيير الغمام ، ^ ( ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام ) ^ . | | أحمده حمدا يبقى على الدوام ، وأقر بوحدانيته كافرا بالأصنام . وأصلي على رسوله | محمد شفيع الأنام ، وعلى صاحبه أبي بكر أول سابق إلى الإسلام ، وعلى عمر الذي كان | إذا رآه الشيطان هام ، وعلى عثمان الذي أنهض جيش العسرة بنفقته وأقام ، وعلى علي | البحر الغطامط والأسد الضرغام ، وعلى عمه العباس أبي الخلفاء الأعلام . | | اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل الدين ، فإنه شغل الأنبياء ، | وقد خلفهم فيه خلفاؤهم ، ولولاه شاع الجهل وبطل العلم . | | أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : | ^ ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على | خياركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ) ^ |
____________________

الصفحة 327