كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| ومن في الأرض إلا من شاء الله ' ؟ قال : أولئك الشهداء وقاهم الله فزع ذلك اليوم | وأمنهم منه ، وهو عذاب يبعثه الله على شرار خلقه يقول الله عز وجل : ' إن زلزلة | الساعة شيء عظيم : يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات | حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ' | فيمكثون في ذلك البلاء ما شاء الله إلا أنه يطول عليهم ، ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل | فينفخ نفخة الصعق ، فيصعق أهل السموات والأرض إلا من شاء الله ، فإذا اجتمعوا | جاء ملك الموت إلى الجبار فيقول : قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت | فيقول الله عز وجل وهو أعلم : من بقي ؟ فيقول : أي رب بقيت أنت الحي الذي | لا تموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقي جبريل وميكائيل . فيقول : إني كتبت الموت | على من تحت عرشي ، فيموتان ، ثم يأتي ملك الموت فيقول : قد مات جبريل وميكائيل | فيقول وهو أعلم : من بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة | العرش وبقيت أنا فيقول الله عز وجل : فليمت حملة العرش فيموتون ويأمر الله | تعالى العرش فيقبض القرن من إسرافيل ثم يقول : ليمت إسرافيل فيموت . ثم يأتي | ملك الموت فيقول : يا رب قد مات حملة عرشك فيقول الله عز وجل وهو أعلم : فمن | بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا . فيقول الله عز وجل : أنت | خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت . فيموت . | | وفي رواية ابن أبي الدنيا : مت ثم لا تحيا . | | فإذا لم يبق إلا الله عز وجل طوى السماء والأرض كطي السجل للكتاب ثم دحاها | ثم قال : أنا الجبار ، لمن الملك اليوم - ثلاث مرات - فلا يجيبه أحد فيجيب نفسه فيقول : | لنفسه : لله الواحد القهار . |
____________________

الصفحة 337