كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ثم يبسط الأرض بسطاً يمدها مد الأديم لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثم يزجر | الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة على ظهرها ، ثم ينزل الله تعالى ماء من | تحت العرش كمني الرجال ثم يأمر السماء أن تمطر فتمطر أربعين يوما حتى يكون الماء | فوقهم اثني عشر ذراعا ، ثم يأمر الله عز وجل الأجساد أن تنبت كنبات الطرائيث | أو كنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت قال الله عز وجل : | ليحيى حملة العرش فيحيون فيأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ثم يقول | الله عز وجل : ليحي جبريل وميكائيل ، فيحييان ثم يدعو الله عز وجل الأرواح | فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نورا والأخرى ظلمة ، فيقبضها جميعا ثم يلقيها في | الصور ، ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث ، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد | ملأت ما بين السماء والأرض فيقول الله عز وجل : وعزتي وجلالي لترجعن كل روح | إلى جسدها . فتدخل الأرواح في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ثم | تنشق الأرض عنهم سراعا . فأنا أول من تنشق عنه الأرض فيخرجون منها سراعا | مهطعين إلى الداعي حفاة عراة غرلا ، ثم يقفون مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم | ولا يقضي بينكم ، فتبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم تدمعون دما ، وتعرقون حتى يبلغ | ذلك منكم أن يلجمكم أو يبلغ الأذقان ، فتصيحون وتقولون : من يشفع لنا إلى ربنا | عز وجل فيقضي بيننا فتقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم عليه السلام ، خلقه الله | بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا ، فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأتي ويقول . | ما أنا بصاحب ذلك فيستقرون الأنبياء نبيا نبيا كلما جاءوا نبيا أبى عليهم . | | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حتى يأتوني فأنطلق معهم حتى آتى قدام | العرش فأخر ساجدا حتى يبعث الله تعالى ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني ويقول لي : | يا محمد . فأقول : نعم يا رب . فيقول : ما شأنك ؟ وهو أعلم فأقول : يا رب وعدتني |
____________________

الصفحة 338