كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| الشفاعة . فشفعني في خلقك واقض بينهم . فيقول : قد شفعتك . فأرجع فأقف مع الناس ، | فبينا نحن وقوف إذ سمعنا حسا من السماء شديدا فهالنا ، فينزل أهل سماء الدنيا | فيأخذون مصافهم ، ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها | من الجن والإنس حتى يأخذوا مصافهم ، حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل من الغمام | ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة ، أقدامهم في تخوم الأرض | السفلى والأرض إلى حجرهم والعرش على مناكبهم لهم زجل من تسبيحهم ، يقولون : | سبحان ذي العزة والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لا يموت | سبحان الذي يميت الخلق ولا يموت ، سبوح قدوس ، سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة | والروح فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه ثم يقول : يا معشر الجن والإنس إني | قد أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم وأنظر أعمالكم ، فأنصتوا ، | فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك | فلا يلومن إلا نفسه . ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق مظلم ثم يقول الله عز وجل : | ^ ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون . ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه | لكم عدو مبين ) ^ إلى قوله : ! 2 < هذه جهنم التي كنتم توعدون > 2 ! فيميز الله الناس | وتجثو الأمم ، فيقضي بين خلقه إلا الثقلين الجن والإنس فيقضي الله بين الوحش والبهائم ، | حتى إنه ليقيد الجماء من ذات القرن ، فإذا لم تبق تبعة عند واحدة لأخرى يقال لها : | كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر : ! 2 < يا ليتني كنت ترابا > 2 ! . | | فيقضي الله بين العباد ، فيكون أول ما يقضي فيه الدماء فيأمر الله كل من قتل | فيحمل رأسه تشخب أوداجه ، فيقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ فلا تبقى نفس | قتلها قاتل إلا قتل بها ولا مظلمة ظلم بها إلا أخذ بها ، وكان في مشيئة الله عز وجل |
____________________

الصفحة 339