| | ( فإنما عمر الفتى سوق له % يروح عنها خاسراً وغانماً ) % | | ( يا عجباً لمعشر أتتهم % الدنيا فلم يبنوا بها المكارما ) % | | ( ولا شروا مع علمهم زوالها % بها جنانا ونعيماً دائما ) % | | ( إياك والتسويف فالعاقل من % ينجز ما كان عليه عازماً ) % | | ( وإنما الموت مغير هائل % أعظم به على النفوس هاجماً ) % | | ( والقبر إما روضة للمتقي % أو حفرة النار تصيب الظالما ) % | | ( يا لهفتي من اشتقاق حفرتي % ومحشري إلى الحساب راغما ) % | | ( وموقفي أسأل عما قد جنت % يداي من سوء فأبقى واجماً ) % | | ( وحين يأتيني كتابي فأرى % فيه الذي أتيته مكاتما ) % | | ( فإن يناقشني فعبد هالك % وإن عفا نجوت منها سالماً ) % | | إخواني : هذا شهر رجب قد رحل أكثره وبان ، ونور شعبان قد لاح وبان ، | وقد سار إلى ديار الفوز ركبان ، وأقدم الشجاع وولى الجبان ، هذا الشهر الأصم | يؤذنكم بإقلاعه ويخبركم برحيله ووداعه ، فأيكم ودعه وقد أودعه ما ينفعه غدا ، وأيكم داوم | المعاصي فلم يقلع حتى غدا ، ويل لمن ذهب عنه شهر رجب وانصرم وهو في عداد من هجر | الهدى وصرم ، كيف يرجو الفضل والكرم من اجترم وما احترم . | | أكثر هذا الشهر قد مضى وتولى عنكم معرضاً ، وباقيه قد نادى للتوبة معرضاً ، | فاحذروا أن يفوتكم الغفران مع الرضا . أين من استدرك باقي ساعاته وقضى ، وطالب | نفسه بالإنابة واقتضى ، أين من خاف لهب السعير وحر لظى ، فبادر إلى ما يؤثر من الخير | ويرتضى ، أين من جرد سيف التوبة على الخطايا وانتضى ، قبل أن يعود بعد التحريض | حرضاً . |
____________________