| | الثاني : أنه أسري به من بيت أم هانئ . ذكر جماعة من المفسرين فعلى هذا يعني | بالمسجد الحرام والحرم كله مسجد . | | وأما المسجد الأقصى فهو بيت المقدس . وقيل له الأقصى لبعد المسافة بين المسجدين . | ومعنى ! 2 < باركنا حوله > 2 ! أن الله تعالى أجرى الأنهار وأنبت الأشجار . وقيل إنه مقر الأنبياء | ومهبط الملائكة . قال أبو هريرة دخل بيت المقدس وصلى فيه بالأنبياء ثم عرج به | إلى السماء . | | واعلم أن الإسراء كان إلى بيت المقدس والمعراج من هنالك إلى السماء ، وإنما جعل | كذلك لأربعة فوائد : | | الفائدة الأولى : أنه لو أخبر بصعوده إلى السماء في بدء الحديث لاشتد إنكارهم | ولو وصفها لهم لم يكن عندهم علم بذلك ، فلما أخبرهم ببيت المقدس ووصفه لهم دل صدقه | في ذلك على صدقه في حديث المعراج . | | وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : | ' لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته | وأنا أنظر إليه ' . وروى عروة عن عائشة قالت لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم | أصبح يحدث الناس بذلك فسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا : هل لك في صاحبك | يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ؟ قال : وقد قال ذلك ؟ قالوا : نعم . قال : إن كان | قال ذلك لقد صدق . قالوا : تصدقه أنه ذهب إلى الشام في ليلة وجاء قبل أن يصبح ؟ | قال : نعم إني لأصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة . فلذلك سمي أبوبكر الصديق . | | الفائدة الثانية : أنه سيره في الأرض يستأنس ثم درج إلى الصعود إلى السماء ، فهو |
____________________