| الجناية فأين التقى المحتاط . تنبهوا لهذا يا أصحاب اللمم الشماط ، تيقظوا فهذا الموت بكم | قد أحاط ، إياكم والزلل فكم من دم قد أشاط ، آذيتم أنفسكم بالذنوب فمهلا كم إفراط ، | هذا العدو مراصد فعليكم بالرباط ، هذا الفتور وإنما مهر الجد النشاط ، سار الصالحون | وقد سلكتم غير الصراط ، ما الذي شغلكم عن أهل المحبة ؟ جمع الحبة والقيراط ، | كانوا يصومون وأنتم مفطرون ، ويقومون وأنتم نائمون ، ويبكون خوفاً وأنتم تضحكون . | | روي عن هشام ، قال : بلغني أن منادياً ينادي من أول الليل : أين العابدون . فيقوم | ناس فيصلون ثم ينادي في وسط الليل : أين الفائزون فيقوم ناس فيصلون . ثم ينادي | في السحر : أين المستغفرون ؟ فيقوم ناس فيصلون . فإذا أصبح قال : أين الغافلون . | | يا من إذا صلى خفف وإذا كال طفف ، وإذا دعي تخلف ، وإذا قيل له تب سوف ، | ما يؤثر عنده قول من حذر وخوف ، ثم يطمع في لحاق الصالحين فما أنصف ، جد القوم | وأنت قاعد ، وقربوا وأنت متباعد ، كم بين راغب وزاهد ، كم بين ساهر وراقد ، شغلهم | حب مولاهم عن لذات دنياهم ، اسمع حديثهم إن كنت ما تراهم ، خوفهم الشديد قد أزعج | وأقلق ، وحذرهم العظيم قد أتلف وأحرق ، وحادي جدهم مجد ما يترفق ، كلما رأى طول | الطريق نص وأعنق ، وكيف يحسن الفتور وأوقات السلامة تسرق ، دموعهم في أنهار | الخدود تجري وتتدفق ، يكاد حزينهم لكثرة الذنوب يشرق ، يشتاقون إلى الحبيب | والحبيب إليهم أشوق ، يا حسنهم في الدجى ونورهم قد أشرق ، والحياء فائض والرأس | قد أطرق والحنين والأنين قد أخرسا الحمام المطوق ، والأسير يبكي ويشكو ويرجو | أن يعتق ، فإذا جاء النهار دخلوا سورا من التقى بعد خندق ، تعرفهم بسيماهم وللصدق رونق ، | اسلك طريقهم وسل معينهم توفق . احذر من الهوى فالهوى عدو أزرق ، يا من كلما أتهم |
____________________