كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( فناء ملح ما يغب جميعنا % إذا عاش منا آخر مات أول ) % | | ( وكم صاحب لي كنت أكره فقده % تسلمه مني الفناء المعجل ) % | | اسمعوا عظة الزمان إن كنتم تسمعون وتأملوا تقلب الأحوال إن كنتم تبصرون . | قال يحيى بن معاذ : لو سمع الخلائق صوت النياحة على الدنيا من ألسنة الفناء لتساقطت | القلوب منهم حزنا ، ولو رأت العقول بعين الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس شوقا ، | ولو أدركت القلوب كنه المحبة لخالقها لتخلعت مفاصلها ولها . فسبحان من أغفل الخليقة | عن كنه عين هذه الأشياء ، وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأنباء : | | ( من نال من جوهر الأشياء بغيته % يأسى ويحقر قوما حظهم عرض ) % | | ( إني لأعجب من قوم يشفهم % حب الزخارف لا يدرون ما الغرض ) % | | ( ألا عقول ألا أحلام تزجرهم % بلى عقول وأحلام بها مرض ) % | | إخواني : من أثر قناع القناعة حاطه من رداء الردى ، ومتى ساعد الفقر ساعد | الصبر قلع قلعة الحرص فاستنارت طريق الهدى بمصباح اليقظة ، ومتى تأججت نيران | الخوف أحرقت مواطن الهوى وطردت عنه الدنيا : | | ( تزود من الدنيا فإنك هالك % وتترك للأعداء ما أنت مالك ) % | | ( ووسع طريقا أنت سالكه غدا % فلا بد من يوم تضيق المسالك ) % |
____________________

الصفحة 65