كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| عمره ، ألا رب معرض عن سبيل رشده قد آن أوان شق لحده ، ألا رب رافل في ثوب | شبابه قد أزف فراقه لأحبابه ، ألا رب مقيم على جهله قد قرب رحيله عن أهله ، ألا رب | مشغول بجمع ماله قد حانت خيبة آماله ، ألا رب ساع في جمع حطامه قد دنا تشتيت عظامه ، | ألا رب مجد في تحصيل لذاته قد آن خراب ذاته ، أين من كان مثل هذه الأيام في منازله | ينسأ في طمأنينته إزعاج منازله ، مشغولا بشهواته مغرورا بعاجله ، أما أصاب مقاتله سهم | مقاتله ، أما ظهر خساره عند حساب معامله ، أين المعتذر مما جناه فقد اطلع عليه مولاه ، أين | الباكي على تقصيره قبل تحسره في مصيره ، يا مطرودا ما درى ، تعاتب ولا تفهم ما جرى ، | متى ترى على الباب ترى : | | ( تعالوا كل من حضرا % لنطرق بابه سحرا ) % | | ( ونبكي كلنا أسفا % على من بات قد هجرا ) % | | روي عن كعب الأحبار رضي الله عنهما قال : إن أهل الجنة ليفرحون بدخول شهر | رمضان من الحور والخزنة والولدان كما يفرح أهل النار من ذرية آدم بدخول الجنة إذا | سكنوها ، وذلك أن الله عز وجل يبعث جبريل عليه السلام في ليلة النصف من شعبان | فيقول : السلام عليكن أيتها الجنان أنا جبريل الأمين رسول رب العالمين تزيني وتجددي | وازدادي نورا وتلألئي وافتحي أبواب مقاصيرك المرجانية وحجالك العبقرية التي | بطائنها من إستبرق وحشوها أذفريات المسك ، وأخرجي متضمنات المخلوقات التي لم | يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فإن الله عز وجل قد أعتق في ليلتك هذه عدد نجوم السماء | وعدد أيام الدنيا ولياليها وعدد ورق الشجر وزنة الجبال وعدد الرمال . | | يا مضيعا اليوم تضيعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ، وتبه للسعود فإلى | كم تحس ، واحفظ بقية العمر فقد بعت الماضي بالبخس . |
____________________

الصفحة 67