كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | ( أطل جفوة الدنيا وتهوين شأنها % فما العاقل المغرور فيها بعاقل ) % | | ( يرجى خلودا معشر ضل ضلهم % ودون الذي يرجون غول الغوائل ) % | | ( وليس الأماني للبقاء وبان مضت % بها عادة إلا تعاليل باطل ) % | | ( وما المفلتون أجمل الدهر فيهم % بأكثر ممن في عداد الحبائل ) % | | ( يسار بنا قصد المنون وإننا % لنسعف أحيانا بطي المراحل ) % | | ( غفلنا عن الأيام أطول غفلة % وما جوبها المخشي منها بغافل ) % | | إخواني حبال الأمل رثاث ، وساحر الهوى نفاث ، رحل الأقران إلى ظلام الأجداث ، | لله ما صنعت الأجداث في الأحداث ، أفسدهم بلاهم فإذا هم بلاهم إي والله وعاث . | باتوا شباعا من الأمل فإذا هم غراث وبان لهم أن ما كانوا فيه من الهوى أضغاث | واستغاثوا بالخلاص وقد فات الغيات ، عجبا لهم مالهم صير النوى مالهم في الميراث . فدبروا | أنتم أحوالكم فغدا ترون أموالكم للوراث ، أسفا لأجسام ذكور وعقول إناث : | | ( أكب بنو الدنيا عليها وإنها % لتنهاهم الأيام عنها لو انتهوا ) % | | ( مضى قبلنا قدما قرون كثيرة % ونحن وشيكا ما سنمضي كما مضوا ) % | | ( سيبكون حزنا حول قبرك ساعة % ولا يبرحون القبر إلا وقد سلوا ) % | | ( رأيت بني الدنيا إذا ما سموا بها % هوت بهم الدنيا على قدر ما سموا ) % | | يا من يجول في المعاصي قلبه وهمه ، يا مؤثر الهوى على التقى لقد ضاع حزمه ، يا معتقدا | صحته فيما هو سقمه ، يا من كلما زاد عمره زاد إثمه ، يا طويل الأمل وقد رق عظمه ، | أما وعظك الزمان وزجرك ملمه ، أين الشباب قل لي قد بان رسمه ، أين زمان المرح لم يبق | إلا اسمه ، أين اللذة ذهب المطعوم وطعمه ، كيف يقاوي المقاوي والموت خصمه ، كيف |
____________________

الصفحة 68