كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)
| المجلس السادس | لاستفتاح شهر رمضان | الحمد لله اللطيف الرؤوف العظيم المنان ، الكبير القدير القديم الديان ، الغني العلي | القوي السلطان ، الحليم الكريم الرحيم الرحمن ، الأول فالسبق لسبقه ، المنعم فما قام مخلوق | بحقه ، الموالي بفضله على جميع خلقه بشرائف المنائح على توالي الزمان ، جل عن شريك | وولد ، وعز عن الاحتياج إلى أحد ، وتقدس عن نظير وانفرد ، وعلم ما يكون وأوجد | ما كان . أنشأ المخلوقات بحكمته وصنعها ، وفرق الأشياء بقدرته وجمعها ، ودحا الأرض على | الماء وأوسعها ' والسماء رفعها ووضع الميزان ' . | | سالت الجوامد لهيبته ولانت ، وذلت الصعاب لسطوته وهانت ، وإذا بطش ! 2 < انشقت السماء فكانت وردة كالدهان > 2 ! . | | يعز ويذل ، ويفقر ويغني ، ويسعد ويشقي ، ويبقي ويفني ، ويشين ويزين ، وينقص | ويبني ! 2 < كل يوم هو في شأن > 2 ! . | | قدر التقدير فلا راد لحكمه وعلم سر العبد وباطن عزمه ! 2 < وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه > 2 ! ، ولا ينتقل قدم من مكان . | | مد الأرض فأوسعها بقدرته ، وأجرى فيها أنهارها بصنعته ، وصبغ ألوان نباتها بحكمته ، | فمن يقدر على صبغ تلك الألوان . ثبتها بالجبال الرواسي في نواحيها ، وأرسل السحاب بمياه | تحييها ، وقضى بالفناء على جميع ساكنيها ! 2 < كل من عليها فان > 2 ! . | | من خدمه طامعاً في فضله نال ، ومن لجأ إليه في رفع كربه زال ، ومن عامله أربحه | وقد قال : ! 2 < هل جزاء الإحسان إلا الإحسان > 2 ! . | | إله يثيب عباده ويعاقب ، ويهب الفضائل ويمنح المناقب ، فالفوز للمتقي والعز للمراقب |____________________
