كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 2)

| | إخواني : إنما شرع الصوم ليقع التقلل ، فأما من أوثق الرزمة فما له نية في البيع ، | إذا استوفيت العشاء تكدر الليل بالنوم ، وإذا استوفيت السحور تخبط النهار بالكسل ، | وإنما شرع السحور ليتقوى المتقلل من العشاء ولينتبه الغافل ، وما أرى رمضان إلا زادك | شبعا وغفلة . | | وا عجباً لو عرض عليك أن تشرب شربة ماء في رمضان لما شربت ولو ضربت ، وأنت | فيه تغش في البيع وتطفف في الميزان ، فإذا خرج شربت الخمر في شوال ، أما كان الناهي | عن هذا هو الناهي عن ذاك ! 2 < أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض > 2 ! . | | تالله لو قيل لأهل القبور تمنوا لتمنوا يوماً من رمضان ، إلى متى أنت في ثياب البطر ، | أما تعلم مصير الصور ، عجبا لك تؤمن وتأمن الغير ، أما ينفعك ما ترى من العبر ، أصم | السمع أم غشي البصر ، تالله إنك لعلى خطر ، آن الرحيل ودنا السفر ، وعند الممات يأتيك | الخبر . كلما خرجت من ذنوب دخلت في آخر ، يا قليل الصفا إلى كم هذا الكدر ، أنت | في رمضان كما كنت في صفر ، إذا خسرت في هذا الشهر فمتى تربح ، وإذا لم تسافر فيه | نحو الفوائد فمتى تبرح ، يا من إذا تاب نقض ، يا من إذا عاهد غدر ، يا من إذا قال كذب ، | كم سترناك على معصية ، كم غطيناك على مخزية . | | ( يا عامراً ما يقطن % يا هالكا ما يفطن ) % | | ( يا ساكن الحجرات ما % لك غير قبرك مسكن ) % | | ( أحدث لربك توبة % وسبيلها لك ممكن ) % | | ( فكأن شخصك لم يكن % في الناس ساعة تدفن ) % | | ( وكأن أهلك قد بكوا % سراً عليك وأعلنوا ) % | | ( فإذا مضت بك ليلة % فكأنهم لم يحزنوا ) % | | ( الناس في غفلاتهم % ورحى المنية تطحن ) % |
____________________

الصفحة 85