كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 2)

/وكان لنا فزارة عم سوٍء ... وكنت له كشر بني الأخينا
وجعل المصنف من باب "أبين"قراءة السلف: {قَالُوا نَعْبُدُ إلَهَكَ وإلَهَ آبَائِكَ إبْرَاهِيمَ وإسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ} فجعل: {إبْرَاهِيمَ وإسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ} بدلًا من {أَبِيكُ}، إذ هو عنده بمنزلة {آبَائِكَ}، وهي القراءة المشهورة.
ويحتمل ان يكون مفردًا، {إبْرَاهِيمَ} بدل منه، ويكون {إسْمَاعِيلَ}، {وإسْحَاقَ} قد عطفا على {إبْرَاهِيمَ} لا على البدل التفصيلي، وتكون هذه القراءة قد جعل فيها {إبْرَاهِيمَ} وحده أبًا ليعقوب على سبيل التشريف بكونه أبًا له، ويكون أقل مجازًا إذ يخرج إسماعيل بذلك عن الأبوة لأنه عم يعقوب لا أبوه، وليس في عمود نسبه. ومن قرأ بالجمع أو توهم الجمع في {أَبِيكُ} كثر المجاز، إذ جعل العم أبًا.
وقال المصنف: "ولو قيل حٌم لم يمتنع، لكن لا أعلم أنه سمع"انتهى. وينبغي أن يمتنع لأن القياس يأباه، وجمع أٍب وأٍخ وهٍن على أبين وأخين وهنين هو شاذ لأنه فات فيها شرط الجمع بالواو والنون، فلا يقاس على ذلك.
وأما جمع"ذي"فقالوا فيه: ذوو، كما قالوا في التثنية؛ لأنهم لو أبتعوا حركة الذال لحركة الواو للزم من ذلك بقاؤه على حرف واحد؛ لأنه تستثقل الضمة في الواو التي هي عين الكلمة، فتحذف الضمة، وتحذف الواو

الصفحة 41