كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 2)

"إنك تسمعُ ما أسمع، وتَرى ما أرى، إلاَّ أنك لستَ بنيٍّ"، فإنه شَهِد له في ذلك بالوصول إلى مقام سماع الوحي وكلام المَلَك وصوتِ الشيطان وسائرِ ما يراه - صلى الله عليه وسلم - ويسمعه" (¬1).
فهو يُصرِّحُ بوصولِ الإِمام إلى مَقام يسمعُ فيه كلامَ الوحي والمَلَكِ والشيطان، ولم يَحصُرِ السماعَ في ذلك، بل زاد عليه وأطلقه بكلِّ ما يراه ويسمعُه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دون أدنى فَرقٍ، فأين الفَرقُ بالله عليكم يا مُنصِفين؟!!.
2 - يقول حبيب الله الهاشمي الخوئي: "ما أشار إليه بقوله: "إنك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى"، ظاهرُ هذا الكلام يُفيد أن الإمامَ يسمعُ صوتَ المَلَك ويُعاينه كالرسول" (¬2).
3 - يقول الحسيني الشيرازي: "ثم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعليٍّ - عليه السلام -: "إنك تسمعُ ما أسمع" من صوتِ الوحي ورَنَّةِ الشيطان، وما أشبه .. "وترى ما أرى" من صُورةِ الملائكة والشيطان" (¬3) (3/ 225).
الثاني: بالإضافة لِمَا تقدَّم من نصِّ الرواية وتصريحِ العلماء، فإن الذي يؤكِّدُ أن مفهومَ النبوة متحقِّقٌ في الإِمام هو النفيُ الوارد في الرواية بقوله: "إلاَّ أنك لست بنبي"، وهذا يؤكِّدُ أن الوصفَ المتقدِّمَ ينطبقُ على مفهومِ النبوة تمامًا، مِمَّا اضطره لنفيِ الاسم عنه بعد ثبوت الوصفِ له، فيقول حبيب الله الخوئي حولَ النفي الوارد: "ولَمَّا كان ظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك
¬__________
(¬1) المصباح (الشرح الكبير) لميثم البحراني (4/ 318).
(¬2) "منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة" للميزرا حبيب الله الهاشمي الخوئي (12/ 42 - 43).
(¬3) "توضيح نهج البلاغة" للسيد محمد الحسيني الشيرازي (3/ 244).

الصفحة 50