كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 2)

ابن محمد بن الحسن بن عطية بن جُنادة أبو جعفر العَوفيُّ، ترجَمَه الخطيبُ في "تاريخ بغداد" (5/ 322 - 323) وقال: "كان ليِّنًا في الحديث".
ووالدُه "سعد بن محمد" ترجَمَه الخطيبُ أيضًا (9/ 126 - 127) ورَوى عن أحمدَ أنه قال فيه: "لم يكن ممن يستأهلُ أن يكتبَ عنه، ولا كان موضِعًا لذلك".
وعمُّه هو "الحسن بن الحسن بن عطية بن سعد"، وهو متَّفقٌ على ضَعفِه، ترجَمَه الخطيب (8/ 29 - 32) وغيره.
وأبوه "الحسن بن عطية" ضعيف أيضًا اتفاقًا، وقد أورده ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء" وقال: "مُنكَرُ الحديث، فلا أدري البَلِيَّةُ منه أو مِنِ ابنه، أو منهما معًا؟ "، ترجمته في "تهذيب التهذيب".
وكذا والدُه "عطية"، وهو مشهورٌ بالضَّعف (¬1).

* بيانُ بطلانِ القصة مَتنًا:
تلك هي رواياتُ القصة، وهي كلُّها -كما رأيت- مُعَلَّةٌ بالإِرسالِ والضَّعف والجَهالة، فليس فيها ما يَصلُح للاحتجاج به، لا سيَّما في مثلِ هذا الأمرِ الخطير، ثم إنَّ ممَّا يؤكِّدُ ضَعفَها -بل بطلانَها-، ما فيها من
¬__________
(¬1) قلت: ومما يدلُّ على بطلانِ نسبةِ هذه القصةِ إلى ابن عباس، لا سيَّما من روايةِ أيوبَ عن عِكرمةَ عنه، أن الطبراني أخرجها مختصرًا في "المعجم الكبير" (ورقة 138 وجه 1) [المطبوعة 11/ 11866] من طريقين عن عبد الوارث: ثنا أيوبُ، عن عكرمة، عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد وهو بمكة بـ "النجم" وسَجَد معه المسلمون والمشركون"، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، فهذا القَدرُ من القِصَّة هو الصحيح عن ابن عباس وغيرِه من الصحابة مما سيأتي ذكره.

الصفحة 669