كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 2)

جميع جوانبها، وزعم أيضًا أنه: ذو لَون، وطعم، ورائحة، ومجَسَّة، وأن لونه هو طَعمُه، وطعمَه هو رائحته، ورائحته هي مجسَّته، ولم يُثبت لونًا وطعْمًا هما غيرُ نفسه، بل زعم أنه هو اللونُ وهو الطَّعْم.
وذَكَر أبو الهُذَيْل العَلاَّف -شيخ المعتزلة- في بعض كُتُبه: "أنه لَقي هشامَ بنَ الحكم في مَكَّةَ عند جبل "أبي قُبَيْسٍ"، فسأله: أيهما أكبرُ: معبودُه أم هذا الجبل؟ قال: فأشار إلى أن الجبل يُوفي عليه تعالى، وأن الجبل أعظمُ منه".
وذكر أبو عيسى الوَراقُ في كتابه: أن بعض أصحابِ هشام أجابه إلى أن الله -عَز وجَل- مماس لعرْشه، لا يفضلُ عن العرْش، ولا يفضل العرشُ عنه.
وقد رُوي أن هشامًا -معَ ضلالته في التوحيد- ضلَّ في صفاتِ الله أيضًا؛ فأحالَ القولَ بأن الله لم يزَل عَالِمًا بالأشياء" (¬1).

* أبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ سَيارٍ "النَّظَّام" شيخ المعتزلة:
هو أبو إسحاقَ، إبراهيمُ بنُ سَيار، المعروف بـ "النظَّام"، وهو ابنُ أختِ أبي الهُذَيل العَلاَّف (¬2)، ومنه أَخذ الاعتزال .. وقيل له "النَّظام"؛ لأنه كانَ يَنظِمُ الخَرَزَ في سُوق البصرة.
اطلَع على كثيرٍ من كتب الفلاسفة الطبيعيين والإلهيِّين إلى أن ذهب المذهبَ الذي أنكره عليه المسلمون.
¬__________
(¬1) "الفرق بين الفرق" (ص 65، 66، 67).
(¬2) يُنظر في "عصمة الأنبياء" كتابي الآتي "الكوكب الدريّ في خصائص النبي".

الصفحة 8